الرئيس البوطاهري يوجّه رسالة صريحة لحميد وهبي: “نحن معكم.. لكن هناك من يزور لكم الواقع ويصفق للفراغ”

في خرجة لافتة ومليئة بالرسائل السياسية، وجّه عبد الفتاح البوطاهري، رئيس جماعة سيدي دحمان بإقليم تارودانت، وعضو المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، تدوينة صريحة للأمين الجهوي للحزب، حميد وهبي، انتقد فيها غياب التواصل الجهوي، وهيمنة ما وصفه بـ”فلسفة الدكاكين السياسية”، و”التصفيق لإنجازات وهمية”، داعيًا إلى وقفة نقدية لبناء حزب حقيقي لا يضلله المحيطون بـ”العام زين”.

وقال البوطاهري في تدوينته إن المحطات الديمقراطية الداخلية للحزب كان من المفروض أن تكون فرصة لرأب الصدع ولقاء القادة، غير أن غياب بعضهم – في إشارة ضمنية لوهبي – يفتح المجال للتأويلات ويُثقل كاهل المناضلين بشرح أسباب الغياب بدل التركيز على التقييم والبناء.

وأضاف: “العمل الحزبي ليس مرحليًا، بل هو مسار يومي وفعل جماعي يتطلب نكران الذات”، قبل أن يوجه رسالة مباشرة للأمين الجهوي قائلاً: “نحن نعلم أنك رجل طيب وصاحب رؤية، لكن للأسف من يحيطون بك لا يملكون الكفاءة اللازمة لتفعيل هذه الرؤية، بل إنهم يُخفون عنك الحقيقة ويوهمونك بأن كل شيء بخير”.

وانتقد البوطاهري استمرار البعض في العيش تحت نشوة الفوز بانتخابات 2021، معتبرًا أنهم ينظرون للناس كأرقام وليس كفاعلين، وأضاف: “أربع سنوات مرت دون رؤية واضحة، رغم تشكيل الهياكل وضخ الجهد والمال.. لكن الواقع يكذبنا ويُظهرنا في صورة مهزوزة”.

ولم يُخف رئيس جماعة سيدي دحمان امتعاضه من من أسماهم بـ”منافقي العمل السياسي” الذين يسوّقون لإنجازات منعدمة، قائلاً إن “النقد لم يكن يومًا عامل هدم، بل هو فعل بناء يكشف الأعطاب ويعري الخلل”.

في مقابل ذلك، شدد البوطاهري على أن تجربته الشخصية في الجماعة أثبتت له أن القرب من الناس والتواصل المستمر معهم أكثر فعالية من أي دهاليز حزبية، قائلاً: “أتينا المواطنين ببرنامج واضح، وكلما تحقق جزء منه زادت ثقة الناس، وسقطت حملات التشويش”.

وختم تدوينته برسالة وفاء مشروطة، قائلاً: “نحن معكم ولن نخون العهد، وسنستمر في دعمكم ما دمتم ترون فينا كفاءةً وتقديرًا. وإذا رأيتم العكس، سنغادر كما دخلنا عام 2008، من الباب، لا بالمظلات أو المناطيد”، مشيرًا إلى تعرضه لـ”كمائن” من طرف خصوم داخل الحزب “لا يجمعهم بالخير إلا الاسم”.

ولم ينس البوطاهري في نهاية رسالته توجيه دعاء صادق بالشفاء لحميد وهبي، متمسكًا بشعار “الله، الوطن، الملك”.