موجة حر مبكرة تجتاح المغرب وتنذر بصيف لاهب

تعيش المملكة المغربية على وقع موجة حر مبكرة خلال عطلة نهاية الأسبوع الجاري وبداية الأسبوع المقبل، في ظاهرة مناخية استثنائية توحي بصيف قد يكون أكثر سخونة من المعتاد، وفق ما أفادت به المديرية العامة للأرصاد الجوية.

وأوضح الحسين يوعابد، رئيس مصلحة التواصل بالمديرية، أن هذه الموجة الحرارية تعود إلى تمركز مرتفع جوي في الطبقات العليا للغلاف الجوي، متزامن مع امتداد المرتفع الأطلسي من الغرب، ما يفسح المجال أمام تيارات حارة وجافة قادمة من الجنوب والجنوب الغربي نحو وسط وشرق البلاد، بما في ذلك جهة سوس ماسة.

وتُشير توقعات الأرصاد إلى أن درجات الحرارة قد تصل إلى 40 درجة مئوية في بعض الأقاليم الجنوبية، بينما ستتراوح بين 30 و36 درجة بالمناطق الداخلية للجنوب الشرقي والسهول الوسطى والشمالية، وذلك قبل حلول فصل الصيف رسميًا.

في سوس ماسة، خاصة في المناطق الداخلية مثل أكادير وتارودانت وتزنيت، من المرتقب أن تتجاوز الحرارة المعدلات الموسمية لشهر ماي، مما يطرح تحديات حقيقية على الأنشطة الزراعية والبيئية في ظل استمرار الجفاف وقلة التساقطات.

وأكد يوعابد أن هذه الأجواء تدخل ضمن “سلوك مناخي طبيعي” يميز الفترات الانتقالية، التي غالبًا ما تتسم بتقلبات حادة نتيجة تفاعل أنظمة جوية متعددة، من بينها المنخفضات الصحراوية والتيارات الجنوبية الساخنة، إلى جانب ارتفاع مدة سطوع الشمس خلال النهار، ما يرفع من وتيرة الحرارة بشكل ملحوظ.

ومن المرتقب أن تتواصل هذه الحالة الجوية الحارة طيلة الأسبوع المقبل، خاصة في مناطق الجنوب الشرقي ووسط البلاد، بينما يُتوقع أن تشهد المرتفعات والمناطق الشرقية أجواء غير مستقرة قد تؤدي إلى تشكل سحب ركامية وأمطار رعدية محلية.

ورغم أن نهاية الأسبوع المقبل قد تعرف انخفاضًا طفيفًا في درجات الحرارة، إلا أن المؤشرات المناخية الحالية توحي ببداية صيف ساخن مبكر، ما يستوجب من الفاعلين في القطاعين الفلاحي والصحي اتخاذ تدابير استباقية للتعامل مع تداعيات هذه الظواهر المناخية خلال المدى القريب.