ترامب يفاجئ رئيس جنوب إفريقيا بصور توثق لـ”إبادة جماعية” ضد البيض خلال لقاء في البيت الأبيض

فاجأ الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب نظيره الجنوب إفريقي، سيريل رامافوزا، خلال اجتماع رسمي في المكتب البيضاوي، بعرض مقاطع فيديو وصور قال إنها توثّق ما وصفه بـ”إبادة جماعية” تستهدف المزارعين البيض في جنوب إفريقيا.

وخلال اللقاء الذي بدا ودياً في بدايته، تصاعد التوتر بعدما طُرح سؤال على ترامب حول ما يتطلبه الأمر لاقتناعه بعدم وجود “إبادة جماعية”. عندها، وجّه الرئيس الأميركي طاقمه لتشغيل مقطع فيديو يتضمن تصريحات مثيرة للجدل لجوليوس ماليما، زعيم حزب “المناضلون من أجل الحرية الاقتصادية”، يُنظر إليها على أنها تحريض ضد البيض.

رداً على ذلك، أوضح رامافوزا أن ماليما لا يمثل الحكومة، رغم كونه عضواً في البرلمان، مشدداً على أن بلاده تعتمد نظاماً ديمقراطياً متعدد الأحزاب، يسمح بتعدد الأصوات السياسية، حتى وإن كانت مواقف بعض الأحزاب لا تتماشى مع السياسة الرسمية للدولة.

وقال رامافوزا: “حكومتنا لا تتبنى ما قاله ماليما، وحزبه يبقى مكوّناً صغيراً داخل البرلمان، يمارس نشاطه في إطار ما يتيحه الدستور من حرية تعبير”.

وفيما بدا أن ترامب لم يكن على دراية بمصدر الفيديو المعروض، رد قائلاً: “لا أعلم أين تم تصويره”، بينما أظهر رامافوزا ومرافقوه ابتسامات خفيفة خلال العرض.

ويأتي هذا اللقاء في ظل توتر دبلوماسي سابق بين واشنطن وبريتوريا، بسبب قانون مثير للجدل يسمح بمصادرة الأراضي دون تعويض في بعض الحالات، والذي يعتبره ترامب تمييزاً ضد البيض.

وتتهم حكومة جنوب إفريقيا إدارة ترامب السابقة بتضخيم مزاعم أفريكانيين بيض حول استهدافهم بالعنف وسلب حقوقهم، بهدف الضغط على بريتوريا، خاصة في ظل توجهها لدعم القضية الفلسطينية أمام محكمة العدل الدولية.

وتشير البيانات الرسمية إلى أن ما يقارب 50 مزارعاً من جميع الأعراق يُقتلون سنوياً في جنوب إفريقيا، في حين تجاوز عدد جرائم القتل الإجمالي 19 ألفاً بين يناير وسبتمبر 2024، ما يشكك في صحة روايات “الإبادة” التي يتم تداولها على الإنترنت.

وفي فبراير، أعلن ترامب تعليق المساعدات الأمريكية المقدمة لجنوب إفريقيا، معظمها مخصصة لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، مبرراً القرار بسياسات مصادرة الأراضي. كما هدد بمقاطعة قمة مجموعة العشرين المرتقبة في جوهانسبرغ في نونبر.