أخبار

بوريطة: المغرب بقيادة الملك محمد السادس يعزز دعمه للقضية الفلسطينية من خلال دبلوماسية فعالة ومبادرات ميدانية

 

أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، يوم الثلاثاء بالرباط، أن الدعم المتواصل الذي يقدمه المغرب للقضية الفلسطينية، تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، يجمع بين الجهود الدبلوماسية والسياسية والمبادرات الميدانية التي تعود بالنفع المباشر على الشعب الفلسطيني.

وأوضح بوريطة، في ندوة صحفية على هامش الاجتماع الخامس للتحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين، المنظم بالمغرب بشراكة مع مملكة الأراضي المنخفضة تحت شعار “استدامة الزخم لعملية السلام.. الدروس المستفادة، قصص النجاح، والخطوات القادمة”، أن المغرب يعتمد مقاربة شاملة في دعمه للقضية الفلسطينية، تقوم على الجمع بين الانخراط في المبادرات السياسية والدبلوماسية لإرساء السلام في الشرق الأوسط، والعمل الميداني اليومي لمساندة الشعب الفلسطيني، لاسيما من خلال مشاريع تستهدف الأسر والأطفال.

وفي هذا السياق، أبرز الوزير الدور الحيوي الذي تقوم به وكالة بيت مال القدس الشريف في دعم صمود سكان القدس، عبر تنفيذ مشاريع تشمل مختلف جوانب الحياة اليومية، خاصة في مجالات التغذية، الصحة والتعليم.

وأشار إلى أن انعقاد هذا الاجتماع بالرباط يعكس الالتزام المستمر للمملكة، بقيادة الملك محمد السادس، تجاه القضية الفلسطينية وجهود السلام في المنطقة، ويأتي امتداداً لمسار طويل من المبادرات المغربية الهادفة إلى إيجاد حل دائم وشامل للنزاع، يقوم على أساس إقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل في إطار حل الدولتين.

وأضاف بوريطة أن احتضان المغرب لهذا اللقاء يعكس الثقة التي تحظى بها المملكة لدى مختلف الأطراف المعنية، والمصداقية التي تميزها في هذا الملف، وهو ما يتجلى من خلال مشاركة وفود تمثل أكثر من خمسين دولة ومنظمة دولية وإقليمية تدعم حل الدولتين.

ولفت إلى أن انعقاد الاجتماع يأتي في ظل أوضاع متأزمة يشهدها المشهد الفلسطيني، نتيجة استمرار الاعتداءات الإسرائيلية، معتبراً أن هذا الوضع “خطير وغير مقبول ويتنافى مع القوانين والمواثيق الدولية”، مشدداً على أن أفق السلام ينبغي أن يبقى حاضراً بقوة في مثل هذا السياق.

كما أشار الوزير إلى أن اجتماع الرباط يكتسي أهمية إضافية بالنظر إلى اقتراب انعقاد المؤتمر رفيع المستوى بشأن حل القضية الفلسطينية، المزمع تنظيمه الشهر المقبل في نيويورك، برئاسة سعودية-فرنسية، مؤكداً أن مخرجات لقاء الرباط ستُغني محاور ذلك المؤتمر.

وشدد على ضرورة التمسك بالمرجعيات الدولية المتفق عليها منذ قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة في الأربعينيات، مروراً بمؤتمر مدريد، واتفاقات أوسلو وغيرها، مضيفاً أن هذا الاجتماع يساهم في الحفاظ على تلك المرجعيات وترسيخها.

وأكد بوريطة كذلك على أهمية دعم المؤسسات الفلسطينية، مشيراً إلى موقف المغرب الثابت في دعم السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس، باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، والشريك الأكثر موثوقية في تحقيق السلام، وهو ما يستدعي البحث عن سبل لتعزيز هذه المؤسسة وتقويتها.

كما دعا إلى ضرورة الاهتمام بالجانب الاقتصادي باعتباره ركيزة تمهيدية للحل السياسي، موضحاً أن الدعم الاقتصادي والمساعدة الإنسانية، رغم أهميتهما، لا يمكن أن يكونا بديلاً عن إقامة الدولة الفلسطينية.

وأضاف أن هذا الاجتماع يندرج ضمن الثوابت الوطنية للمملكة إزاء القضية الفلسطينية، والمواقف الواضحة لجلالة الملك، الذي يعتبرها قضية وطنية بامتياز، مضيفاً أن عقد اللقاء في ظل هذه المرحلة الحرجة يمثل استثماراً في السلام، ويعزز تعبئة المجتمع الدولي من أجل تنفيذ حل الدولتين، باعتباره الخيار الواقعي الوحيد لتحقيق السلام وضمان الحقوق المشروعة للفلسطينيين، إلى جانب تأمين استقرار إسرائيل والمنطقة برمتها.

وختم الوزير بأن الهدف من هذا الاجتماع هو تجميع المرجعيات والخطوات المتخذة في إطار دعم حل الدولتين، وإعداد وثيقة ترصد الإنجازات والمبادرات ذات الصلة، بما يسهم في توجيه الخطوات المستقبلية.

ويُذكر أن هذا اللقاء يسعى إلى إطلاق منصة للمشاريع والمبادرات الداعمة لمسار السلام في الشرق الأوسط، وسيُتوج بإصدار توصيات سياسية عملية تعزز الجهود الدبلوماسية وتُهيئ الظروف المناسبة لتطبيق حل الدولتين.

ويُعد التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين، الذي أُطلق خلال الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة في شتنبر 2024، آلية دبلوماسية تهدف إلى إعادة إحياء مسار السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ويأتي هذا الاجتماع الخامس بعد لقاءات سابقة احتضنتها كل من الرياض وبروكسيل وأوسلو والقاهرة.

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع موقع رداربريس الإخباري لمعرفة جديد الاخبار